معدلات تنفيذ الربط الكهربائي المصري السعودي تقترب من محطتها الأخيرة
تتسارع وتيرة العمل خلال الأيام الحالية في مشروع الربط الكهربائي المصري-السعودي مع دخول المشروع مراحله النهائية، بعدما تجاوزت نسب تنفيذ المشروع 95%، مع الانتهاء من غالبية الأعمال الإنشائية والفنية الخاصة بمحطات المحولات وخطوط النقل، إلى جانب الكابلات البحرية التي تربط الشبكتين عبر خليج العقبة، فيما تتركز الأعمال الحالية على الاختبارات الفنية والتشغيل التجريبي والتأكد من جاهزية الشبكتين للتبادل الفعلي للطاقة.
وشهدت محطة بدر على الجانب المصري؛ بجهد 500 كيلوفولت تكثيفًا لأعمال التركيب والاختبارات خلال الفترة الماضية، بالتوازي مع جاهزية محطتي تبوك وشرق المدينة على الجانب السعودي، في إطار التنسيق الكامل بين فرق التشغيل في البلدين لضمان التشغيل الآمن والمستقر.
ومن المنتظر تشغيل المرحلة الأولى من المشروع، بقدرة تبادل تصل إلى 1500 ميجاوات، فور الانتهاء من الاختبارات النهائية، على أن ترتفع القدرة الإجمالية لاحقًا إلى 3000 ميجاوات، ما يتيح تبادل الكهرباء وفق فروق أوقات الذروة بين الشبكتين المصرية والسعودية.
ويُعد مشروع الربط الكهربائي المصري-السعودي من أضخم مشروعات الربط الكهربائي في الشرق الأوسط، بطول خطوط يتجاوز 1300 كيلومتر بين برية وبحرية، وبتكلفة استثمارية تقترب من 1.8 مليار دولار، ويستهدف تعظيم الاستفادة من قدرات التوليد المتاحة، وخفض الاعتماد على الوقود، ودعم استقرار الشبكات الكهربائية.
ويمثل دخول المشروع حيز التشغيل نقلة نوعية في سوق الطاقة الإقليمي، ويمهّد لربط أوسع بين شبكات الدول العربية، ويعزز قدرة مصر على لعب دور محوري كمركز إقليمي لتبادل الطاقة، خاصة في ظل التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.
وتم الإنتهاء من وضع الجهد على محطة محولات بدر 500 ك.ف.أ، عبر الكابلات الجديدة التي تربط بين المحطة القديمة والجديدة، وذلك ضمن تجهيزات التشغيل المبدئي للمسار المصري من المشروع، وسيتم وضع الجهد على خط الربط المصري–السعودي خلال أيام، في خطوة تعد الأهم قبل بدء الاختبارات التشغيلية المشتركة بين الجانبين.
وبات الجانب السعودي أيضا في المراحل النهائية من الأعمال التنفيذية وأعمال الاختبارات، بما في ذلك شد الموصلات وتجارب العزل، تمهيداً للربط المباشر بين الشبكتين المصرية والسعودية.
على صعيد الأعمال المدنية والفنية، أكد أنه تم الانتهاء من 95% من تنفيذ البرج العملاق شرق قناة السويس، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 180 متراً، ويُعد أعلى برج كهربائي يُنفذ ضمن مشروع الربط، إذ تصل مدة تنفيذه الكاملة إلى 36 شهراً نظراً لتعقيدات التصميم والظروف الجغرافية.
ويُعد مشروع الربط الكهربائي المصري–السعودي محورياً في خطط البلدين لتعزيز أمن الطاقة، ورفع كفاءة استخدام الشبكات، وتبادل القدرات في أوقات الذروة، إضافة إلى دعم خطط التوسع في الطاقة المتجددة.
